في المؤتمر العام لنقابة الصحفيين اليمنيين في 2009, كلفت الجمعية العمومية لجنة من الزملاء والزميلات بإعداد مشروع نظام أساسي جديد للنقابة يتلاءم والمتغيرات في البيئة الإعلامية ويستجيب للتطور في مهنة الصحافة, بالاستفادة من تجربة النقابة في العقدين الماضيين.
ضمت اللجنة نقباء سابقين وصحفيين وصحفيات ليسوا غرباء عن العمل النقابي, وذوي دراية بالمشاق والتعقيدات التي واجهت النقابة خلال السنوات الماضية. وم
ضمت اللجنة نقباء سابقين وصحفيين وصحفيات ليسوا غرباء عن العمل النقابي, وذوي دراية بالمشاق والتعقيدات التي واجهت النقابة خلال السنوات الماضية. وم
نحت اللجنة مدة عام لإنجاز مهمتها.
بعد 3 سنوات ونصف, أي قبل أيام, اطلعت على المشروع الذي انجزته اللجنة. والحق أنني لم أصدق ما رأيته, حتى أنني سألت بعض الزملاء في مجلس النقابة وفي الجمعية العمومية ما إذا كان المشروع المقدم يعبر فعلا عن اتجاهات أعضاء اللجنة جميعهم, خصوصا وان أغلبهم ممن يتمتعون بالخبرة ويحظون بالاحترام والنقدير, ويتصفون بالسوية, مهنيا ونقابيا.
اللجنة طلعت علينا بمشروع لما اسمته "اتحاد نقابات الصحفيين اليمنيين", أي انها قررت لنفسها مهمة جديدة غير تلك الموكلة إليها من الجمعية العمومية. قبدلا من صوغ مشروع لنقابة موجودة في العالم الحقيقي, وتستحق من أعضائها تحسين نظامها وتقوية دورها وتفعيل فروعها, اخترعت اللجنة مسمى وهميا ليس له محل في الواقع الاعلامي, واجتهدت في تنفيذ المهمة المخترعة وتقدمت بمشروع نظام داخلي له, وعليها الآن أن تبحث عن جمعية عمومية لهذا المخلوق الوافد لكي يبارك عملها.
لست في وارد تحليل مشروع اللجنة لأن المسألة أبسط من أن تحتمل تحليلا, وأظن أن تعليقا عابرا كفيل بإظهار فداحة اختراع اللجنة.
_ اللجنة خالفت قرار تشكيلها, وأهدرت الوقت والجهد في غير محل.
_ اللجنة تحدثت عن اتحاد لنقابات الصحفيين, وهي تدرك أن نقابة صحفيين واحدة موجودة في اليمن. والواحد لا يدخل اتحادا مع نفسه!
_ اللجنة تخلط بين الفدراليات الاعلامية التي تضم نقابات ذوات عضويات متمايزة, كأن يكون هناك إلى جانب النقابة الحالية, وهي نقابة عريقة لها مركزها القانوني في اليمن, ولها تاريخها ومؤسسوها وشهداؤها وجمعيتها العمومية على التباينات فيما بين اعضائها, نقابات أخرى للمصورين والناشرين والعاملين في الإعلام المرئي والمسموع, وأي كيانات نقابية ذات صلة, وبين التشرذم النقابي الذي ينجم عن نزعات شللية ومناطقية وحزبية... الخ.
_ اللجنة إذ تخترع اتحادا نقابيا, فإنها تخلط بشكل يثير الذهول ثم الفاجعة, بين عضوية النقابة وعضوية الاتحاد, فعضوية النقابة هي للصحفي\ة الفرد, وعضوية الاتحاد للنقابة. لكن أغلب مواد المشروع العجيب لا تميز مطلقا بين الصحفي عضو النقابة وبين النقابة عضو الاتحاد, وهذا يتجلى في العضوية والحقوق على سبيل المثال.
_ اللجنة استغرقت كليا في عالم الخيال, وعلى الأرجح فإنها لم تفكر قط بالمؤسسين الذي ستعرض عليهم مشروع النظام الاساسي, إذ لا يستقيم, فطرة ومنطقا, وشعرا ونثرا, أن تنعقد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليمنيين لمناقشة مشروع اتحادي مع كيانات وهمية!
_ اللجنة, في حال عادت إلى العالم الحقيقي, مطالبة بسحب مشروعها, وتقديم اعتذار للجمعية العمومية عن تجاهل قرارها, وهدر الوقت في تصميم هيكل لمخلوق فضائي.
سامي غالب
عضو نقابة الصحفيين
بعد 3 سنوات ونصف, أي قبل أيام, اطلعت على المشروع الذي انجزته اللجنة. والحق أنني لم أصدق ما رأيته, حتى أنني سألت بعض الزملاء في مجلس النقابة وفي الجمعية العمومية ما إذا كان المشروع المقدم يعبر فعلا عن اتجاهات أعضاء اللجنة جميعهم, خصوصا وان أغلبهم ممن يتمتعون بالخبرة ويحظون بالاحترام والنقدير, ويتصفون بالسوية, مهنيا ونقابيا.
اللجنة طلعت علينا بمشروع لما اسمته "اتحاد نقابات الصحفيين اليمنيين", أي انها قررت لنفسها مهمة جديدة غير تلك الموكلة إليها من الجمعية العمومية. قبدلا من صوغ مشروع لنقابة موجودة في العالم الحقيقي, وتستحق من أعضائها تحسين نظامها وتقوية دورها وتفعيل فروعها, اخترعت اللجنة مسمى وهميا ليس له محل في الواقع الاعلامي, واجتهدت في تنفيذ المهمة المخترعة وتقدمت بمشروع نظام داخلي له, وعليها الآن أن تبحث عن جمعية عمومية لهذا المخلوق الوافد لكي يبارك عملها.
لست في وارد تحليل مشروع اللجنة لأن المسألة أبسط من أن تحتمل تحليلا, وأظن أن تعليقا عابرا كفيل بإظهار فداحة اختراع اللجنة.
_ اللجنة خالفت قرار تشكيلها, وأهدرت الوقت والجهد في غير محل.
_ اللجنة تحدثت عن اتحاد لنقابات الصحفيين, وهي تدرك أن نقابة صحفيين واحدة موجودة في اليمن. والواحد لا يدخل اتحادا مع نفسه!
_ اللجنة تخلط بين الفدراليات الاعلامية التي تضم نقابات ذوات عضويات متمايزة, كأن يكون هناك إلى جانب النقابة الحالية, وهي نقابة عريقة لها مركزها القانوني في اليمن, ولها تاريخها ومؤسسوها وشهداؤها وجمعيتها العمومية على التباينات فيما بين اعضائها, نقابات أخرى للمصورين والناشرين والعاملين في الإعلام المرئي والمسموع, وأي كيانات نقابية ذات صلة, وبين التشرذم النقابي الذي ينجم عن نزعات شللية ومناطقية وحزبية... الخ.
_ اللجنة إذ تخترع اتحادا نقابيا, فإنها تخلط بشكل يثير الذهول ثم الفاجعة, بين عضوية النقابة وعضوية الاتحاد, فعضوية النقابة هي للصحفي\ة الفرد, وعضوية الاتحاد للنقابة. لكن أغلب مواد المشروع العجيب لا تميز مطلقا بين الصحفي عضو النقابة وبين النقابة عضو الاتحاد, وهذا يتجلى في العضوية والحقوق على سبيل المثال.
_ اللجنة استغرقت كليا في عالم الخيال, وعلى الأرجح فإنها لم تفكر قط بالمؤسسين الذي ستعرض عليهم مشروع النظام الاساسي, إذ لا يستقيم, فطرة ومنطقا, وشعرا ونثرا, أن تنعقد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليمنيين لمناقشة مشروع اتحادي مع كيانات وهمية!
_ اللجنة, في حال عادت إلى العالم الحقيقي, مطالبة بسحب مشروعها, وتقديم اعتذار للجمعية العمومية عن تجاهل قرارها, وهدر الوقت في تصميم هيكل لمخلوق فضائي.
سامي غالب
عضو نقابة الصحفيين