الصفحات

الأربعاء، 23 سبتمبر 2015

لماذا لم يشارك الشعب اليمني شعب "حوثستان" الشقيق احتفالاته بالعيد الوطني؟


لدى الحوثيين برنامج تقويض دولة لا برنامج حكم، لذلك اسقطوا اتفاق الشراكة في اليوم التالي على توقيعه
____________________________________________________
ما فعله الحوثيون بكيان الدولة اليمنية كارثي لأنهم ليسوا سلطة انقلابية (عسكرية أو غير عسكرية) بل، هم بالطبيعة كما يؤكد عامهم الثوري الأول، جماعة تقويضية للدولة.
انطلاقا مما فعلوه في عام "الخراب" الذي احتفلوا به أمس، يصعب تصور صيغة مشاركة في السلطة يكون الحوثيون طرفا فيها. ذلك أن موضوع الشراكة يكون سلطة تضطلع بتنفيذ برنامج (حكم أو برنامج انتقالي) متوافق عليه بين اطراف الشراكة، وذلك هو الدرس المستفاد من "اتفاق السلم والشراكة" من دون إغفال مسؤولية الأطراف الأخرى في تعطيل هذا الاتفاق الناجم أساسا، عن تصعيد مسلح للحوثيين بدءا من عمران، ثم اجتياحهم العاصمة صنعاء.
جماعة الحوثيين حسبما تفيد خبرة "عام الأهوال"، ليس لديها برنامج حكم (حتى ولو بالإخضاع) وإنما برنامج تقويض دولة.
***
في 21 سبتمبر حقق الحوثيون مطالبهم كلها.
أطاحوا بحكومة الأستاذ باسندوة (لينعم الله عليه بالشفاء)، وتم التراجع عن "الجرعة السعرية" المتعلقة بالمشتقات النفطية، فضلا على قبول الأطراف الأخرى بمراجعة الصيغة الفدرالية التي أقرتها لجنة متوافق عليها شكلها الرئيس هادي، وتشكلت حكومة جديدة صار للحوثيين كلمة عليا في تسمية رئيسها وفي تشكيلتها.
ماذا فعلوا في "اليوم التالي"؟
نشروا لجانهم الثورية في مؤسسات الدولة وعطلوا أعمال الوزراء والجهاز البيروقراطي، ثم انطلقوا باتجاه الجنوب والغرب والشرق بدعوى محاربة الإرهاب!
وفي ينايرالماضي اطبقوا على المربعات الأمنية وداسوا على رموز السيادة واستباحوا مقار السلطة دون أدنى اكتراث لمشاعر اليمنيين.
بكلمة أخرى، يمكن وصف ما جرى في "عام الحوثيين"، في أنهم واصلوا حروبهم الاستردادية التي بدأت من صعدة قبل عامين، فسيطروا على عمران في منتصف العام الماضي، ثم اقتحموا العاصمة صنعاء في سبتمبر. وفي صنعاء تم ذبح "الدولة" بما هي العدو الوجودي لدولتهم، ثم جرى فصل رأس الذبيحة عن جسدها، وأخذه إلى مركز الحكم الجديد في صعدة، تماما كما كان يفعل قادة جيوش الخلفاء والأئمة والسلاطين قبل مئات السنين!
***
هكذا يصير "الإعلان الدستوري" للحوثيين مجرد مزحة ثقيلة، أو هو الغلالة لا تخفي شيئا من جوهر وطبيعة وطبائع "دولة الحوثي" وعاصمتها صعدة.
هكذا يتعامل اليمنيون مع اللجنة الثورية العليا في دولة الحوثيين باعتبارها واجهة ديكورية لا تملك من السلطة شيئا. وفي أحسن الأحوال هي أداة تنفيس يستخدمها "الأخ قائد الثورة" لتسلية الشعب وإمتاعه بالعروض البهلوانية التي تقدمها (هذه اللجنة) كلما استدعى الأمر تذكير اليمنيين بالإعلان الدستوري!
***
كم ذا بدولة الحوثيين من المضحكات من شاكلة مجسمات "الكعبة" التي يطوف كبارهم حولها في شوارع صنعاء ورموز السيادة الحوثية فيها.
لكنه ضحك كالبكاء.
فالخراب يعم اليمن.
والميليشيات تمارس ضد اليمنيين شتى صنوف الإذلال، من صعدة إلى المكلا.
ودماء اليمنيين تسيل في كل بقعة من هذا البلد المحزون.
ونسيجهم الوطني يتمزق، واحلامهم تتطاير في الهواء، تماما كما أطراف اطفالهم ونسائهم وشبابهم وشيوخهم في مناطق الحرب ومواضع القصف في المدن اليمنية.
***
الحوثيون احتفلوا أمس.
يا لحساسيتهم الوطنية!
يا لانسانيتهم المفرطة!
يا للمخازي!
ويا للمساخر!
***
الحوثيون احتفلوا أمس بعيدهم الوطني.
من أسف فإن اليمنيين في نكبة وطنية كبرى، وهم بدون رئيس في عاصمة دولتهم، يستطيع أن يعبر عن أسمى التبريكات باسمهم لدولة "الأخ قائد الثورة" وللجنته الثورية ولشعب "حوثستان" الشقيق الذي سهر أمس في الشوراع المضاءة في باب اليمن حتى الصباح، احتفالا بالعيد الوطني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق