الأحد، 11 سبتمبر 2011



قلعة الحكم الأخيرة
بقلم/ سامي غالب
الإثنين 18 إبريل-نيسان 2011 08:17 م
أخرج الرئيس علي عبدالله صالح آخر سلاح استراتيجي بحوزته (!) ظهر الجمعة الماضية. قال أمام «الجماهير المعلبة» في ميدان السبعين إن الاختلاط في ساحة الجامعة لايجوز شرعاً. قالها بنبرة دنيوية متدثراً بعباءة دينية.
الرئيس ومن تبقى حوله من زواحف بشرية خرق آخر المحرمات الوطنية قبل أن يعود بعد يومين في لقاء مفبرك بتجمع نسوي ليرقع الخرق بلغة تنويرية متكلفة.
باستثناء حفنة من الممسوسين بشيطان الاختلاط في ساحات الثورة لم يأبه أحد من الثوار، رجالاً ونساءً، لزفرة الرئيس الأخيرة. وقد تابع الملايين في ساحات الحرية والتغيير في مختلف المحافظات اليمنية معزوفتهم الثورية بدلاً من الانشغال في الدفاع عنها!
لكل ثورة ايقاعها الخاص وقيمها المشعة، والثورة السلمية في اليمن كشفت عن الدر المكنون في أعماق شعب عريق يريد حاكمه في لحظة احتضاره إلصاق كل مثالبه عليه. كذلك حذر من فتنة وحروب وانفجارات واقتتال «من طاقة إلى طاقة»، لكن اليمنيين فكوا شفرة «القنبلة الموقوتة»، وعطلوها، مثلما فكوا شفرة المستقبل الذي ينتظرهم عند أول منعطف بعد ميدان السبعين!
قلعة الوغد الأخيرة هي الأخلاق. لكنها قلعة من قش ما لبثت ساعات حتى احرقتها نار الثورة، ثورة اليمنيين العاديين، ثورة الشباب والشابات في ساحات النور حيث يستحم اليمنيون في جو من الكبرياء والرفعة والسلام، ليتجلوا للعالم أجمع في أبهى صورهم خلاف ما يقول المسوخ والزواحف في قلعة الحكم الأخيرة!

ليست هناك تعليقات: