الجمعة، 10 أبريل 2015

"مباراة صفرية" لا يمانع صالح والحوثي في خوضها حتى النهاية لأسباب وجودية وعقائدية!


الرئيس السابق صالح وعبدالملك الحوثي (قد) ينعمسان _ لأسباب وجودية تتعلق بالأول وعقائدية وتكوينية تتعلق بالثاني_ في خوض مباراة صفرية حتى "صفارة النهاية"، أية نهاية محتملة، وهي على أية حال ليس من المحتمل أن تكون نهاية مظفرة لأي منهما أو لكليهما.
خلال الأعوام الثلاثة الماضية أظهر "المؤتمر الشعبي العام" أنه ليس مجرد "حزب الرئيس" كما هو الرأي الغالب بشانه منذ حرب 1994. إذ دلّل على أنه حزب "الرئيس المؤسس" أو "الزعيم"، في عهد "رئيس جديد" هو للمفارقة ولسوء الحظ، أمين عام المؤتمر أيضا.
لكن الزعيم يخوض الآن حرب وجود "ضد كل الأعداء" باستثناء الحوثيين. هذا يجعل الخيارات محدودة أمامه. الهامش الذي تحرك فيه على الدوام، خلال رئاسته المزمنة وخلال زعامته الموهومة، لم يعد مرئيا الآن. هذا يدفعه إلى التعاطي مع التطورات الراهنة بمبدأ "عليّ وعلى أعدائي"، ما يفرض تدخل أولئك الذين لا يرون أمامهم سبيلا إلى السياسة خارج "المؤتمر" لترشيد سلوك "الزعيم" عبر مساعدته على التخلص من فوبيا "الفناء" في حال غادر "الزعامة" أيضا، أو تراجع عن خياراته "الصفرية" التي لم تكن خياراته المفضلة في الماضي!
كذلك هو الحال في ما يخص عبدالملك الحوثي. فالرجل جراء التكوين والمسار والتوفيق والانتصارات السهلة منذ عام ونصف_ ينهي اي شك حول برجماتيته كقائد سياسي جديد. خطابه منذ اشهر مغمس بالتبشيرية ومفعم ب"الخيرية" ومشبع ب"التأييد الإلهي" ما يحول دون قراءة واقعية لمفاعيل سلوك الجماعة على الأرض وموازين القوة في "بلد" لا تنقصه الكرامة بقدر ما ينقصه الغذاء والأمن والسلم الأهلي.
***
هناك مباراة صفرية قد يطول أمدها، موضوعها لا يتعلق بجماعة ولا بحزب ولا برئيس شرعي أو لجنة ثورية. كلا، بل بمصير دولة ومآل شعب. وهي مباراة لن يخرج منها الحليفان منتصرين إلا إذا كان النصر لديهما يتساوى مع تدمير اليمن وخروجهما حيين وسط انقاضه!
بعيدا عن "الحسابات الوجودية" لصالح و"خيرية" الحوثي، فإن من العادل، أن يبادر قياديو المؤتمر و"انصار الله" إلى كبح جماحهما، ومساعدة المؤتمر والجماعة، قبل مساعدة اليمن، على التمحيص في الحلول السياسية.
***
اليمن موضوع مباراة صفرية.
مباراة تنتهي برابح أوحد لا رابحين في مقابل خاسر نهائي.
من سوء الحظ أن نتيجة المباراة الصفرية _ كيفما انتهت_ ستؤذي "اليمن" في العمق. هذا افتراض قد لا يعني الكثير بالنسبة إلى إيران التي لن تتردد _ في سبيل مصالحها القومية_ في جعل "الحوثيين" أداة لتحسين شروطها في صفقة اقليمية، فهي دولة تحسن إبرام الصفقات الكبرى خلاف حلفائها في اليمن.
***
اليمن هو الكيان الوطني لليمنيين.
الحوثيون والمؤتمريون ليسوا من كوكب آخر ليأخذوا "الكيان الوطني" لليمنيين إلى حرب وجود من اجل حفنة مقاعد او "تهويمات"!

ليست هناك تعليقات: