الأربعاء، 18 مارس 2015

حوارات ومراوحات موفنبيك الدموية!

منذ عامين وهم يتحاورون ويراوحون في موفنبيك. في فندق ال5 نجوم شرقي العاصمة.
منذ عامين يتحاورن ويراوحون.
دميمون وانانيون، لصوص ثروات ولصوص ثورات، وصوليون وأصوليون، ظالمون وظلاميون.
منذ عامين يتحاورون حول "البيضة والدجاجة".
كيانين أم ستة أم عشرين؟
منذ عامين وهم يتجادلون حول أي الدروب أقصر إلى مشاريعهم الفدرالية الطوباوية: الذهاب الى انتخابات اولا أم الذهاب إلى الفوضى المستدامة، ثم تكون فدرالية؟
منذ عامين وهم يتبادلون الابتسامات في القاعات والصالات.
ثم، ما ان يغادرونها، يتبادلون الطعنات في الظهور.
منذ عامين وهم يذرفون الدموع، امام الكاميرات، حزنا على الشهداء، ويهرولون مجددا إلى المنصات لمتابعة عروض ملهاة "الحوار في الفندق". وفي الأثناء ينضم شهيد جديد إلى القائمة.
منذ عامين وهم غارقون في الترهات والتفاهات والخزعبلات. منغمسون في الالاعيب، مثابرون على المشاركة في المناورات المبتذلة. يبشرون الشعب المعذب الصابر المكلوم بالاتفاقيات والوثائق المتخمة بالنصوص وبالفراديس التي تتتزل حمما تشوي الوجوه والأجساد.
منذ عامين وهم في موفنبيك يبيعون، للشعب، المكيفات والخرافات والمعجزات.
منذ عامين وهم يناؤون الشعب، ينأون عنه، يتصاغرون فيصغرون كلما حلقوا باتجاه "كوكب" الاساطير الحوارية، بعيدا عن هذه البقعة الحزينة من كوكب الأرض.
منذ عامين وهم يبتزون اليمنيين بالإرهاب وبالانفصال وبمشاريعهم التقسيمية. يروعونهم بأحلامهم المجنونة، ويبلبلونهم بمسودات اتفاقاتهم الحضيضية.
منذ عامين، وهم يعبثون في موفنبيك باسم الحوار والشراكة والسلم واليمن الجديد بينما اليمن يتردى في الظلام وينحدر إلى حواف المجاعة والفوضى والاقتتال الطائفي.
منذ عامين و"صناعة الإجماع" تحرق اواصر اليمنيين، تدمي قلوبهم، تحصد أرواحهم، وتصادر مستقبلهم المشترك لصالح جماعات مصالح و"طوابير خامسة"، وبيروقراطيين فاسدين ومعمرين مهووسين بالسلطة.
منذ عامين والمجتمع الدولي يتحدث عن معجزة يمنية بينما يواصل تجريب مخترعاته العنصرية على اليمن، الكيان والهوية والإنسان.

ليست هناك تعليقات: