الاثنين، 7 سبتمبر 2015

عدن ليست "الغنيمة" يتنازع عليها جاهليو اليمن وخارجيوه!

_ هي "عين اليمن" ومنتهاه و"فرضة صنعاء" وأم "العدنات" والشقيقة الكبرى ل"العدينات"
_عدن ليست "الغنيمة" يتنازع عليها جاهليو اليمن وخارجيوه
_ الشرعية لا تريد العودة إلى احضان "العاصمة المؤقتة" ولو مؤقتا!

___________________________________________
       
      اقترح إبرام اتفاقية سلام بين "مقاومات" عدن للحفاظ على السلم الاهلي في المدينة ما دامت الشرعية لا تنوي العودة إلى "العاصمة المؤقتة".

         خلال الأشهر الماضية عانت عدن كثيرا جراء "المغامرة" الجنوبية للحوثيين.
لكن "الحوثي"، منظورا إليه من سكان عدن، هو "خارجي"، بالمعنيين التكفيري (للقاعدة والسلفيين= أو الخارجيين الداخليين) والمكاني (للسكان المحليين وللحراكيين).


      الحرب قد تكون أشد خطورة في حال انفجرت في ما بين "الخوارج الداخليين" أو بينهم وبين "الداخليين" في عدن الذين يغمرهم شعور بأن هذه المدينة العريقة ملكهم بالجغرافيا أو بالسرديات التاريخية التي جرى إعادة صوغها بعد حرب 94، ثم بعد 2011.
 

       في حال استمرت "فوضى الميليشيات" تحكم مدينة عدن، فإن لا شيء يضمن عدم انفجار حرب داخلية ميليشياوية بين ال"خوارج" والداخليين بشتيت تشكيلاتهم.
في الحروب الأهلية يكون القتال في أشد مستوياته ضرواة إذا كان طرفاه داخليين (من الداخل).
 

        وفي الدراسات المتخصصة بالحروب الأهلية والانقسامات الداخلية تبلغ "الشيطنة" اعلى منسوب لها إن كان "الآخر" داخليا ["الآخر الجواني" بلغة علم الاجتماع]، فهو آخر داخلك لا من الخارج.
***
       يمكن متابعة منشورات "الحراكيين" وبالذات من بعض المناطق القبلية القريبة من عدن، ومنشورات "الاصلاحيين"، بالذات أولئك الذين يقيمون خارج عدن، ومنشورات "القاعدة" التي يتم توزيعها في بعض أحياء عدن، لاختبار تماسك "الفكرة" التي اعرضها في هذا المنشور.
 

      المغامرة الحوثية، في عدن، كانت جنونية ومؤذية ولها مضاعفاتها الكارثية على المجتمع العدني، وعلى اليمن عموما.
    لا جدال في هذا.
    بيد أن احتمالات انفجار الوضع في عدن مناطقيا أو ايديولوجيا قد يحعل من المغامرة الحوثية مجرد "نزهة".
 

         هناك من يصر على تعيين هذه المدينة الكبرى، ك "غنيمة" يتنازع عليها مع قبائل غازية منافسة، آخرها الحوثيون. وبعض هؤلاء خاض الحرب في عدن بروحية الحرب الاستردادية، تماما كما خاض الحوثيون حروبهم خلال العامين الماضيين.
في الأسابيع الثلاثة الماضية زعق بعض الحراكيين والاصلاحيين، مزايدين على ناقدي الشرعية، ومؤكدين ان عدن بخير. أرادوا أن يأخذوا الناقدين المستقلين بالصوت كما يقول المثل الشعبي المصري.
 

        ومنذ أيام تتعالى أصوات هؤلاء الغيورين على الشرعية وعلى الجنوب (الذين يعانون كما يبدو من ضعف في الذاكرة وفي الوقت نفسه لا يستذكرون الدروس جيدا)، متهمة "الشرعية" بالأهمال وعدم المسؤولية. أكثر من ذلك أن هذه الأصوات تدافعت، فيما بينها وليس في مواجهة الناقدين السابقين، الاتهامات بالتورط في الارهاب او التسبب في الفلتان الأمني.
     

       عدن ليست مدينة في المريخ حتى تكون هذه مناسبة للتشفي من هؤلاء المتحمسين. فمن يحب السلام والخير والاستقرار لبلده يستحيل ان يتشفى من أي مواطن أو فئة أو جماعة مهما كانت شعاراتها.
 

       عدن هي "عين اليمن"، كما يدرك الفاعلون الاقليميون والدوليون منذ محمد علي باشا وحكومة الهند البريطانية، التي إن لحق بها سوءا تخبط اليمن في الظلمات، من أدناه إلى أقصاه.
 

       عدن هي الحاضرة، كما يقطع التاريخ الحديث لليمن، إن سقطت في الفوضى، تردى اليمن باكمله في العصبيات الجاهلية.
 

       عدن هي الحاضنة، إن عطبت وتوقفت عن العمل خرج اليمن منها مشوها.
 

       عدن هي المشتل، إن تسربت أسمدة فاسدة أو ممنوعة إلى تربتها استشرى العنف في اليمن.
 

          عدن هي "فرضة صنعاء"، كما يقول الجغرافيون، إن كف جهازها التنفسي عن ضخ الاكسجين، احتنقت صنعاء في قاعها في قلب الهضبة الشاهقة، وتردت في العزلة.
 

         عدن هي أم "العدنات" اليمنيات (هناك عشرات العدنات في اليمن)، والشقيقة الكبرى ل"العدينات" [يوجد عشرات العدينات في اليمن أشهرهن مدينة تعز القديمة التي كان اسمها "عدينة" قبل ان تنتسب إلى قاهرتها، القلعة التي عزت على الغزاة والطغاة فصارت "تعز"]، إن استوطنها الظلاميون والجاهليون، القبائليون والايديولوجيون، لفّ الظلام اليمن من ذروته الشاهقة في جبل النبي شعيب، إلى أقصى نقطة في بحر "الشحر"!
        عدن الآن هي اليمن في المستقبل.
         من يهتم، حقا، بالمستقبل فليبدأ من "منتهى اليمن"، من عدن؛ العين والحاضرة والحاضنة والمشتل والفرضة والرئة والأم والشقيقة الكبرى.