السبت، 5 سبتمبر 2015

دعونا نتفاءل فاليمنيون لا يشبهون زعماءهم!

دعونا نتفاءل فاليمنيون لا يشبهون زعماءهم!
لو صحت "مسلمات" و"خرافات" انبياء "موفنبيك" لغرقت صنعاء في جرائم الكراهية
_______________________________________________
الطائفية والمناطقية هما صناعة الطفاة والغلاة والبغاة. وهما، أحيانا، صناعة سياسيين فاسدين يحفزون عناصر الفرقة ويشتغلون على "التشوهات" و"المكبوتات" من أجل تعزيزفرصهم في السباق على القوة، وسياسيين أخرين يعتمدون خطابا "شعبويا" بحسبان أنهم يحافظون على قاعدتهم الشعبية.
وفي الحالة اليمنية (خصوصا في العامين الأخيرين) تفشت "الشعبوية" في المجتمع السياسي اليمني باعتماد قادة الأحزاب نبرة تملقية استرضائية مبتذلة حيال استحقاقات وقضايا ووقائع بعينها بغية جذب جمهور أو استمالة جماعات أو المزايدة على خصوم. وللغرض نفسه التزم هؤلاء "الشعبويين"، في مقام الإفصاح عن المواقف، الصوم عن "الرطانة" و"الطنطنة"، متدثرين بلبوس الزاهدين بينما هم "شياطين" خُرس.
السياسة في اليمن معتلة والأحزاب ضامرة و"النخبة" التي تتسيد المجال السياسي موبوءة بالجراثيم. ولو كانت ممثلة، حقا، للمجتمع اليمني لرأى العالم جرائم تطهير وكراهية في حواضر اليمن بدءا من العاصمة صنعاء [ وقد باتت بملايينها ال3، "اليمن" مكثفا ومصغرا] التي اجتاحها الحوثيون في سبتمبر الماضي وارتكبوا فيها، وانطلاقا منها، انتهاكات جسيمة ضد خصومهم السياسيين والايديولوجيين لكنها لم تشهد، مذّاك، أية جرائم كراهية ضد أي من سكانها، باستثناء العمليات الإرهابية التي استهدفت مساجد فيها بزعم أنها "حوثية". حتى في ذروة خطاب التحريض الذي اعتمدته أطراف سياسية خلال أغسطس الماضي بعد التطورات في عدن وتعز، لم تسجل في العاصمة صنعاء جرائم كراهية في أي من أحيائها.
هذه حقيقة تصيب "العصبويين"، بمحتلف ضفافهم، بالإحباط.
***
اليمنيون ليسوا ملائكة ولا هم شياطين.
هم بشر عاديون يقطنون هذه البقعة العربية الكانت "سعيدة" في غابر الزمان، هذه البقعة النفيسة لكن المعذبة والغارقة في الفوضى جراء ضجالات السياسيين وجهالات "الجماعات" الايديولوجية المسلحة ومناورات "الزعماء" الجوف، واطماع الفاعلين الاقليميين، التقليديين منهم والطارئين.
اليمنيون، في الغالب الأعم، بشر جميلون وطيبون وكرماء وأسوياء لم تشوههم الحروب والصراعات، ولم يسلبهم الطغاة والبغاة والغلاة أجمل ما فيهم.
اليمنيون العاديون لا يشبهون الرؤساء والزعماء والقادة الخرافيين والسياسيين الشعبويين، لا الخرس منهم ولا المطنطنين.
هذا وحده مدعاة للتفاؤل رغم العتمة التي تطبق على اليمن منذ شهور، ورغم الجهود الخارقة للمحتربين، الحاربين والمحروبين، من أجل إعادة تعريفهم جهويا وطائفيا، ورغما عن المخططات البائسة التي تتوسل إعادة صوغهم ضدا على "وطنية يمنية" تنبض في اللحظات الكبرى، كما هذه التي تعصف باليمن، رغم التشوهات والحفريات التي تخلفت منذ عقود وبخاصة بعد حرب 1994 وحروب صعدة.
هذه الحرب، المفعمة بالجهالات والمرصعة بالفظاعات، لها بالتأكيد مفاعيلها على شخصية "اليمني" العادي، وربما على شخصية هذا البلد العريق لكن الفتي، الفقير لكن الثري، لكن الأكيد انها عززت الرأي القائل بأن مشروعا وطنيا جامعا هو الكفيل بإخراج اليمن من فوضى "المشاريع التفكيكية"، وكشفت أن "مسلمات" السياسيين، بدءا من الرئيس هادي ومستشاريه، و"خرافات" العصبويين و"رطانات" القادة الشعبويين، ليست قطعا "حقيقة" و"حقائق" اليمنيين العاديين، الأنقياء والمحبين، الذين لا يشبهون أولئك الذين يريدون احتكار تمثيلهم باسم مشاريع عصبوية.
الحرب لما تأخذ، بعد، اليمنيين إلى "العرقنة" و"السورنة". والفرصة ما تزال ماثلة لاستنقاذ اليمن، الإنسان والهوية والكيان"، من مصائر أشقائه في شمال الجزيرة العربية وشرقها.

ليست هناك تعليقات: