الاثنين، 8 نوفمبر 2010

الحوار..عقيدة اليمني القعيد!


*ســامـي غــالب
بات الحوار "عقيدة" السياسي اليمني القعيد!
باسمه تنفق الأعمار وتعطل البرامج وترحل الاستحقاقات وتنصب الرايات وتدبج الافتتاحيات في الصحف الحكومية والحزبية، ومن أجله يتنافس المتنافسون في اللهج بفضائله والتغني بخيراته.
إنه "خلاص" الأخرويين في المعارضة، و"مرسى" الدنيويين في الحكم، و"مذبح" توقعات وتطلعات البسطاء في الشارع.
هو "العروة الوثقى" لمعارضي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بقدر ما هو الحبل السري الذي يربطه بهم!
ولأنه ذلك كله، تتدحرج اليمن إلى حافة الانهيار والتفكك، وتتعين في الإقليم والعالم باعتبارها طرداً مفخخاً يتطلب خبراء لتفكيكه.
كذلك تتحضر منظمات دولية إنسانية واقتصادية لـ"اليوم التالي"؛ اليوم الذي لا يعود فيه لهواية "الرقص على رؤوس الثعابين"، محل في اليمن، حسبما أفصح وزير التنمية الدولية البريطاني مساء 2 نوفمبر، وهو يمهد لمداخلته أمام نخبة من السياسيين والدبلوماسيين والباحثين، تحلقوا في المعهد الملكي البريطاني (شاتهام هاوس) بالعاصمة لندن، لتشخيص المريض اليماني.
الأمر جدٌّ... ولا أحدٌ في الدولة -الطرد يعمل صالحاً! وبينما تنحسر السياسة داخل العاصمة صنعاء إلى مجرد طقوس ومناورات وألاعيب صغيرة ومواعيد سرية بين أركان النظام السياسي المتهالك والهارب من استحقاقات القضية الجنوبية، تتغول "القاعدة" وتتمدد الحركات القبلية والجهوية لتملأ الفجوات داخل جغرافيا اليمن "السعيد بحكامه" على حد تعبير أبو بكر السقاف.

الاثنين، 1 نوفمبر 2010

طـــرد مـفـُخــخ!


*سامي غالب
الطردان اللذان لم ينفجرا في شيكاغو أو في الطريق إليها, انفجرا هنا في صنعاء التي تدنو, حثيثاً, باتجاه دور الطريد المطلوب كونياً!
ألأن صنعاء كانت آخر من يعلم صار لابد منها وإن طال السفر؟
الطريد اليماني لاح شبحه أثناء المؤتمر الصحفي لرئيس الجمهورية مساء السبت الماضي. وعلى الرغم من الاتفاقيات الأمنية والتنسيق العلني بين صنعاء وواشنطن في مكافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب, والعمليات الميدانية المشتركة والضربات الجوية التي أودت بحياة العشرات من المدنيين في غير بقعة يمنية, قال الرئيس صالح إن اليمن قادر على تحمل مسؤوليته في مواجهة الإرهاب, مؤكداً رفضه أي تدخل أجنبي في هذا الشأن.
اليمن في حالة حصار, والضربة جاءت من الشقيقة الكبرى التي تمكنت على مايبدو من تحقيق اخترافات في صفوف قاعدة الجزيرة في الساحة التي تجيد اختراقها منذ عقود! والمحصلة الأولية للضربة دوار في صنعاء, كذلك اضطر الرئيس صالح الى الدفاع عن موقف حكومته, بادئاً بالتشكيك في دقة الرواية الأمريكية الاماراتية البريطانية عن متفجرات داخل الطردين, قبل أن ينتقل إلى الكشف عن الاشتباه في مواطنة يمنية, ثم لينتهي إلى التأكيد على التعاون مع الرياض وواشنطن في موجهة الإرهاب.
الثابت أن ضغطاً هائلاً وقع على السلطات في اليمن, التي لاحت ضحية تنسيق استخباراتي يجري داخل بيتها ولكن بمعزل عنها وربما أيضا ضدها.
الممانعة الرئاسية جاءت لتزيد الأمور تعقيدا , اذ تم التورط في شان فني عبر التشكيك في الرواية الامريكية , ثم تم الكشف عن مجريات البحث والتحري أمام الرأي العام المحلي والخارجي , قبل أن يتضح أن الإرهابية المفترضة ’ وهي طالبة جامعية , ليست سوى ضحية مثالية للحرب على الإرهاب.
أيا يكن فان أسئلة فرضت نفسها بعد ساعات من الكشف عن الطردين المفخخين تتعلق بطبيعة الدور السعودي في اليمن, والأسباب التي تدعو واشنطن والرياض إلى دفع حليفهما اليمني إلى حالة انكشاف امني وسياسي, داخلياً وخارجياً, ودوافع الحليفين الإقليمي والدولي للرئيس صالح في تعمد إخفاء معلومتهما الثمينة عنه أولاً, ثم تركة أجهزته الأمنية تتخبط ثانياً؟
هذه أسئلة الغد , وعلى اليمني الطريد أن يمعن النظر فيها ويحسن الإجابة عليها, وإلا فإن اليمن برمته سيكون الطرد المفخخ الذي سيتم اكتشافه في قادم الأيام.

الاثنين، 26 يوليو 2010

الأيام..الشاهد على بؤس الحريات في اليمن


*  سامي غالب
محنة «الأيام» العدنية هي الحجة الدامغة على رداءة الثقافة السياسية لدى الحكم والمعارضة والمجتمعين الحقوقي والمدني في اليمن.
قبل 14 شهراً حاصرت الأجهزة الأمنية، التي تتحرك بغطاء سياسي وحصانة رئاسية، مقر أعرق الصحف اليمنية وأشدها تأثيراً وأوسعها انتشاراً، وعطلت أبة امكانية مادية لاستمرار صدورها، واستخدمت شتى الوسائل المعنوية والمادية لترويع ناشريها وأسرتيهما.
 ذريعة هذه الحملة الأمنية الضاربة والمستمرة كانت «الوحدة».
وقد طال شرَر هذه الحملة النارية صحفاً أهلية أخرى في العاصمة، ما استدعى إبلاغ بعض أصحاب هذه الصحف بنبرة ود، بأن الضرر الواقع عليهم هو محض تأثيرات جانبية لعملية استئصال «الأيام». وكذلك سارت الأمور لاحقاً إذ استأنفت جميع هذه الصحف الصدور، وبقي الحصار مضروباً في عدن.
ليت هذا فحسب! فقد تزامن الحصار مع تفريخ صحف أهلية تتوسل بحضورها الطارئ والفج تعويض غياب الضحية وتتنطح أحياناً للعب دورها! وأكثر من ذلك فإن العروض المغرية انهالت على الزملاء والزميلات في أسرة «الأيام» للعمل في هذه الصحف وغيرها، فيما يشبه «الغزو من الداخل».
أعلنت السلطة الحرب على «الأيام». وشهراً تلو شهر عملت بدأب على تجريد «العدو» من حلفائه المفترضين. بدأت بنقابة الصحفيين التي تساوق مجلسها مع منطق السلطة، مستخدماً مضاعفات جنائية وقعت أثناء الضربة الأمنية في عدن، وقبلها في صنعاء، دثاراً لتغطية انكشافه النقابي، ثم ما لبث المجلس النقابي أن نسي صحيفة «الأيام» ومحنة محرريها والعاملين فيها، لينغمس في مهام طارئة والترويج لاختراعات عجيبة من شاكلة «الدرع» الذي لم يسبق أن
سمع به أحد من أعضاء الجمعية العمومية، لأنه لم يسبق للنقابة أن سجلت اختراعاً بهذا الأسم. والمغزى هنا أن «الدرع» المخترع أساء للصحفيين وللرئيس معاً.
إنها الحرب!
وحرب السلطة ضد «الأيام» مستمرة ولا هوادة فيها. حرب بلا جولات ولا شروط معلنة، ضد صحيفة انفض من حولها أغلب المتضامين بدعوى الواقعية أو بداعي التعب أو بــ«عودة الوعي الوحدوي»!
والآن، بعد 14 شهراً من الحصار والاعتقالات والمحاكمات غير العادلة، ما تزال «الأيام» شاهداً على قمع حرية الصحافة في اليمن، شاهداً لا يدحض روايته «عفو» أو «درع»، شاهداً على بؤس السياسي اليمني «سياسي اللحظة الراهنة» الذي يتحرك خارج السياسة، لأنه بدون عقل مخطط أو ذاكرة. شاهداً على ضحالة الوعي النقابي والحقوقي والمدني، وعلى احتضار الحرية في بلد «الديمقراطية الناشئة».