الخميس، 16 يوليو 2015

إن كنت العيد فأين العيد اليوم المبتكر الغريد؟


      الحرب سحقت أغلبية اليمنيين، وانتزعت أحبة من كل الأعمار من آلاف الأسر اليمنية، من عدن إلى صعدة.
     الحاربون والمحروبون _ باستعارة تعبيرات البردوني_ يخوضون مباراتهم الصفرية الحقيرة فوق أرضية مغطاة بأجساد اليمنيين ومغمسة بدمائهم. يخوضون الحرب بالناس العاديين وبأبنائهم وبسلامهم فيما هم من الكهوف والمخابئ والقصور الملكية يتابعون إطلاق الكلمات النارية والتوكيد على الوعود الكبرى وإرسال اليمنيين إلى مخيمات النزوح واللجوء والشباب المعدمين، المجاهدين والأبطال، إلى المقابر.
        هذا عيد جاء متثاقلا حياء من أسر الشهداء والجرحى ومن النازحين واللاجئيين، "ثقيلا" على الفقراء والمعدمين الذين تعاظم عددهم خلال 3 أشهر من حرب الاجتياحات الداخلية، الاحتلالية الاستحلالية، وحرب الغارات الجوية والحصار المفروض على ديار "اليمانية" من قبل القبائل "القيسية" في واسطة العقد الثاني من القرن الأول في الألفية الثالثة.
        غزوات المحليين (البغاة والطغاة) وغارات الخارجيين (عربا وعجم) أرتدت باليمن قرونا إلى الوراء، في حرب جاهلية كريهة وقودها أوهام وخرافات وعصبيات، حرب قوضت حياة اليمنيين وسلامهم ووحدتهم، ودهست أحلامهم، الكبيرة والصغيرة، العامة والشخصية، وتطلعاتهم وأمانيهم، وجعلت اليمني يقتل اليمني باسم الله وباسم القرآن وباسم "السيادة"، سيادة القائد لا سيادة الوطن المزعومة.
        اليمنيون يتحاملون على أنفسهم ليلة عيد مصبوغ بحمرة الدماء، حمرة دماء اليمنيين التي ما عادت لها حرمة في زمن الماضويين؛ ظالمين وظلاميين.
يتحاملون على أنفسهم ويتبادلون التهاني والتبريكات كما فعلوا على الدوام منذ انغرسوا على هذه الأرض العزيزة على قلوبهم.
      كل عام واليمنيون في خير وسلام ووئام. 


  ****
إن كنت العيد فأين العيد
اليوم المبتكر الغريد؟
أيشيخ العيد؟ وكيف صبا؟
إن كان يشيخ فكيف يبيد؟
كل الأعياد أتت يوماً
ومضت وأتى عنها التعييد
. البردوني

***