الخميس، 19 نوفمبر 2015

"أغنية حب" يمنية في "زمن الحرب"!



       اليمن الجميل والثري والعزيز، اليمن المتعدد والمتنوع والمتماوج والمنساب والمتسامح، اليمن العريق ولكن الفتي، الأصيل لكن المنفتح، العميق لكن البسيط، الممتنع لكن السهل. هذا اليمن الذي نحب ونفخر ونتذوت فيه، هو يمن "العقد الفريد" من شعراء وفناني اليمن الكبير خلال القرن العشرين وبخاصة في النصف الثاني منه. أولئك الأخاذين يمواهبهم الأصيلة، الخارقة والخرافية. وبين هؤلاء الفنان الكبير أحمد السنيدار صاحب هذه الأغنية التي تتناول كلماتها شأنا اعتياديا في حياة الناس العاديين لكن "الثقافة الشفهية" في اليمن الحقت بها محمولات سياسية تجعل منها حاضرة في لحظات انعطافية كهذه التي يعبرها "اليمن".
        
       في الستينات والسبعينات كان اليمنيون يغنون وعيونهم على المستقبل. لكن الكلمة الفصل صارت للسلاح والعنف والتقتيل والتعصب والتطرف، فتفشت الماضوية من كل نوع وشاكلة بين اليمنيين، وازدهرت الميليشياوية ضدا على الوطن الذي غناه السنيدار والمرشدي وأحمد قاسم ومحمد سعد عبدالله وابوبكر سالم والحارثي والسمة وعطروش وعبدالرحمن الحداد وفيصل علوي وأيوب طارش (أبرز اعلام الأغنية الوطنية ومبدع النشيد الوطني اليمني)، وكل مجايليهم من ورثة جيل الرواد وفي صدارتهم محمد وابراهيم الماس والقعطبي والعنتري والماس ومحمد جمعة خان.

       هذا تسجيل جميل لأغنية السنيدار "حبوب حبوب لا تغضب". وهي "اغنية حب" تدعو إلى التصافي والتصالح والتسامح، وتبشر ب"دولة الحب" الغلّابة، وهي جديرة بالاستماع اليوم، كما في كل يوم من "زمن الحرب".
    ______
  * رابط لأغنية "حبوب حبوب لا تغضب"، https://www.youtube.com/watch?v=hWY7T2Bs7jw