الأربعاء، 24 يونيو 2015

_ في دولة "الميليشيا" أو "حديقة 21 سبتمبر 2014"!

_ سوه المزيد من الصحف"الرئيس" الثوري اصدر توجيهات بالإفراج عن الزميل جلال الشرعبي فاعتقل مرؤوسيين
_ في دولة "الميليشيا" أو "حديقة 21 سبتمبر 2014"!
_______________________________________
يتبادل الحوثيون وجهاز الأمن القومي توزيع المسؤوليات بخصوص "المختفين قسريا"، صحفيين وسياسيين وناشطين. وقد باءت بالفشل أية مبادرات لتحرير هؤلاء اليمنيين من قبضة الجماعة ومن "البقية الباقية" من أذرع أجهزة المخابرات في اليمن.
حتى توجيهات رئيس اللجنة الثورية العليا (السلطة العليا طبق الاعلان الدستوري المنفرد للحوثيين) التي أصدرها الى جهاز الأمن القومي بشأن الزميل العزيز جلال الشرعبي لم يكترث إليها أحد. بل إن مذكرة "الرئيس" الافتراضي في دولة الحوثيين، صارت محض دليل على ان الإنجاز الأوحد للحوثيين حتى الآن، هو أنهم قوضوا "الدولة" ودفعوا باتجاه الاقتتال الأهلي، وجعلوا "الناس العاديين"، وغير العاديين أحيانا، تحت رحمة "الأبوات" الذين يمسكون بالسلطة على الأرض لكنهم ينفرون، أشد النفور، من مقرات مؤسساتها وأجهزتها، وعلى المضطرين اكتشاف وسيلة للوصول إلى مخابئهم السرية من أجل "قضاء حاجة" أو استرداد حق. وفي حالة كهذه يظهر وسطاء من كل صنف وشاكلة، لابتزاز البسطاء واستثمار معاناتهم.
في حالة "المختفين قسريا"، سياسيين وصحفيين، تتجلى "الكارثة" في هيئة "رئيس" افتراضي ثوري يصدر توجيهات، ورجال أمن يعتبرون توجيهاته ضربا من "الاستعراض" التعويضي لرئيس لا يعترف به أحد في اليمن والمنطقة والعالم بمن في ذلك مرؤوسوه الافتراضيون.
اليمن في محنة مركبة: فهناك الحرب الداخلية يشنها تحالف "الجلاد" و"الضحية" ضد الضحايا الأخرين. وهناك الحرب من الخارج لتعزيز شرعية "رئيس" يفتقر إلى ما هو أوسع من الشرعية. وهناك التجريف الكارثي لأجهزة ومؤسسات الدولة اليمنية الذي يجعل الشعب اليمني تحت رحمة ميليشيات تنهش، كل من موقعها، مواطنية اليمنيين وكرامتهم الوطنية، وتنزع عنهم أية حماية يوفرها القانون لصالح تسويد قوانينها وإحلال "انظمتها الخاصة" محل القضاء والأمن والمرافق الخدمية.
قبل أيام كان عديدون، بينهم "الرئيس" المنصب بإعلان الحوثيين، يبذلون الجهد لتحرير الزميل جلال الشرعبي من قبضة خاطفيه ( امنيين وميليشياويين). لكن في دولة "اللا دولة"، وفي ظل سلطة "الثورة" الحوثية، تتحول التوجيهات بالإفراج طبقا للقانون النافذ، إلى توجيهات مضادة باختطاف صحفيين جدد، واقتحام ونهب مؤسسات صحفية خاصة كما حصل قبل يومين لإذاعة وصحيفة "الناس" التي أسسها الزميل حميد شحرة، رحمه الله، وهي ملك أسرته بقدر ما هي ملك العاملين في المؤسسة.

مأساة اليمنيين تتفاقم، وخيباتهم تكثر، وأحزانهم تتعاظم.
لكن الحوثيين مستمرون في غيهم وفي تعميم "فوضاهم" وتكريس "لا دولتهم". مستمرون في إيذاء اليمنيين وإذلالهم وإذاقتهم "نعيم" ثورتهم التي بدأت بوضع اليد على "جديقة 21 مارس" (مقر الفرقة الأولى مدرع سابقا الذي رفض سلفهم علي محسن الأحمر تسليمه للدولة)، وانتهت في اليوم نفسه هناك! حيث تحولت الفرقة بكسر الفاء إلى "فُرقة" كسرت ظهور اليمنيين، وبدلا من أن يصير مقر الفرقة "حديقة" ثورة أو حتى "حديقة 21 مارس" طبق القرار الرئاسي، غيرت الجماعة "الثورية" اسمة إلى "جديقة 21 سبتمبر 2014" وبات الآن أحد معالم "حديقة الحيوانات" التي صممها جورج أورويل في رواية عابرة لحدود الزمان ومتجاوزة للفروق بين الشموليات، علمانية ودينية.
***
الحوثيون غاضبون من ناقديهم.
الحوثيون ناقمون لأن "خيريتهم" و"طهرانية" قائدهم، الزاهد، المعتزل في "الشمال القصي"، تعميهم عن التقاط "الخراب العميم" الذي يلف اليمن... لأن ثورتهم الخاصة تنير قلوب مجاهديهم المفعمين بالإيمان بقدر ما تغرق ب"الظلام" وب"الظلاميين" حواضر "الجمهورية" وأريافها وبواديها.
الحوثيون الغاضبون والناقمون يتخبطون، و"الشخص" الذي نصبوه رئيسا باسم الثورة، يصدر التوجيهات، باسم "اللجنة الثورية العليا"، التي لا يكترث لها أحد من رجال الأجهزة الأمينة المخصخصة ولا ينفذها أحد من منتسبي "النظام الخاص" للجماعة. يصدر التوجيهات، مرة أخرى، ثم يمدِد "ولا يبالي" ملتزما "نشيد" جماعته:"بالعشر ما نبالي... ولا كل الأعادي.. مع ربي جهادي".