الاثنين، 27 أبريل 2015

قوميون عرب في مواجهة إيران فقط!

     معضلة كبرى عندما يستعير الاخوان المسلمون لسانا قوميا عربيا في ظرف التحولات الكبرى في العالم العربي، وبخاصة المشرف العربي، جراء التغلغل الإيراني.
القومية العربية ليست عرقا ولا هي فرقة دينية. وهي بالتأكيد ليست شيعة وسنة عرب في مواجهة المشروع الفارسي.
     الزيدية، مدرسيا، فرقة من فرق الشيعة، وهي رافد رئيسي من روافد الشخصية اليمنية حتى أنه لا يمكن تصور "يمن" بدون زيدية. لكن التركيز على نفي صلة الزيدية بالشيعة الاثنى عشرية، لا يعني سوى إنكار حق الشيعي الاثنى عشري، يمنيا أولا ثم عربيا، في الاعتقاد. هذا ليس خطابا قوميا بل هو الطائفية بلسان عروبي. ثم ان العرب ليسوا شيعة وسنة فقط. فهناك مسيحيون ويهود. كما ان العالم العربي ليس سكانا عربا فحسب. هناك اكراد وامازيغ وأفارقة وأرمن... الخ.
     العروبة ليست عرقا كما ذكر أحد الزملاء في برنامج "في العمق" الذي تبثه قناة الجزيرة كل اثنين. ولو انها عرق لكان العرب محض قبائل على هامش الحضارة وخارج التاريخ، لا تثير اهتمام أحد باستثناء الباحثين الانثروبولوجيين.
     التحولات الايجابية في الخليج العربي حيال القومية العربية مهمة في هذه اللحظة العربية الفارقة في العالم العربي. لكن العروبة ليست محض عرق او مترس في مواجهة الفرس، وإنما مواطنة وتنوع وثقافة منفتحة على العصر ... وعلى الجوار.