الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

اليمن لن يفلت من المصير العراقي إذا واصلت "الشرعية" إطلاق الوعود والالعاب النارية من الرياض وأبو ظبي واستانبول!

      في الحرب الدائرة في اليمن (وعلى اليمن) هناك طرف يزعم أنه "الشرعية" يتقدم الآن على الأرض بفضل الدعم السعودي والخليجي.
     هذا الطرف تؤيده قوى سياسية يمنية وجماعات مسلحة، أيديولوجية وجهوية، و"مقاومات" نشأت في عدن ومأرب والبيضاء وشبوة وتعز وإب والحديدة وأبين.
     هذا الطرف الذي يتحدث باسم شرعية مسنودة محليا وعربيا ودوليا، لا يظهر أن لديه برنامج انقاذ وطني (أو حتى مشروع برنامج) يمكنه من استنهاض الشعب اليمني من أجل الحرية والكرامة والعدالة والإعمار والسلام المستدام.
    حتى مرجعيات المرحلة الانتقالية التي يتشدق بها هادي ومساعدوه، لا يكاد يبين لها أثر في سلوكه وهذيانات مستشاريه ومساعديه.
     حتى قرار 2216 الذي "شرعن" العاصفة السعودية لا يستظهره، جيدا، السياسيون الخارقون الذين يقيمون في ضيافة الرياض واستانبول.
    ليت هذا فحسب!
    فالظاهر من التطورات الميدانية في المحافظات المحررة من سيطرة الحوثيين وحلفائهم، ومن توجهات الحكومة اليمنية التي أشارت إليها وزيرة الاعلام ناديا السقاف قبل يومين بشأن "العاصمة"، ومن الالماحات التي يطلقها معلقون خليجيون في الفضائيات الخليجية، أن "الشرعية" المدعومة من التحالف، ليست، فقط، بدون رؤية وطنية شمولية ل"يمن ما بعد الحرب"، بل إن سلوكها يقطع في أنها بدون 3 ركائز ضرورية للحؤول دون السقوط في الفوضى على المدى القصير:
       _ هذه "الشرعية" بدون برنامج عمل لبناء السلام واستعادة التوافق واستنقاذ الدولة (وهذا الأمر رهن، الآن، بالنوايا الحسنة لاسماعيل ولد الشيخ والدوافع المضمرة لدول الاقليم)؛
      _ وهي بدون اقتدار سياسي (وهذا أمر خبره اليمنيون وسفراء الدول الراعية إذ أن حدا أدنى من الاقتدار في تحمل مسؤولية البلد في مرحلة انتقالية متوافق على مهامها، وطنيا واقليميا ودوليا، كان كفيلا بتجنيب اليمن هذه المحنة؛
      _ وهي بدون أولويات وطنية، فالمسؤولون الذين يواصلون اطلاق "الفرقعات" من عواصم عربية وغير عربية عوض العودة إلى أية "بقعة محررة" من اليمن لا يمكن الرهان عليهم في تحمل مسؤولية هذا البلد الغارق في الدم والسلاح والعصبيات، ولا يمكن الوثوق في مزاعمهم بأن لديهم أولويات لمواجهة التحديات الأمنية والخدمية والاقتصادية التي يمكن التقاطها بالعين المجردة من دون حاجة إلى خبراء استراتيجيين يطلون يوميا من الفضائيات الخليجية لتقديم مواعظ عن "هندسة المجتمعات" و"بناء الكيانات الوطنية".
***
اليمن دخل بفعل "ضحالات" السياسيين وخرافات "الآخرويين"، ايديولوجيين وجغرافيين، المشرحة الاقليمية والدولية في لحظة تصفية الحسابات، الايديولوجية والاقليمية والغربية، مع "الدولة الوطنية" في العالم العربي، وفي ذروة ازدهار حروب الطوائف والجاهليات من "الخليج الثائر إلى المحيط الهادر". وليس من المرجح_ في ظل السبات العميق ل"شرعية" احترفت التبشير وإطلاق الألعاب النارية، أن يخرج هذا "اليمن" من المشرحة كما دخلها، مثلما انه ليس من الفطنة الاعتقاد بان الشعب اليمني سيفلت من "الفوضى" التي عصفت، وتعصف، بشعوب عربية وجدت نفسها، خلال العقدين الاخيرين، بين خيارين أحلاهما مر: طغيان الحكام أو انهيار الأوطان!

ليست هناك تعليقات: